هل ملكك الشوق للمصطفى؟...تعال لغرفة الحبيب

بسم الله الرحمن الرحيم

الكل منا يحب المصطفى المختار ,ولكن...من منا الصادق في حبه؟!
تعال معي لهذه الغُرفة التي ستذكرك بالشوق الحقيقي...

في أحد الأزمان السالفة كان هناك رجل صالح يدعي أن لديه غرفة ما يدخل فيها أحد إلا ويرى النبي ...لم يقتنع أي إنسان بهذا الشيخ فقد ادعوا أن هذا الرجل كذاب ويدلس على الناس...إلا رجل واحد من باب كشف السحرة والمشعوذين ضحى بنفسه لكشف هذا التدليس ورمى بنفسه رخيصة في سبيل الله ...

الحقيقة أنا لا أذكر اسم هذا الرجل(المنتدب) وتقريبا لم يذكر حاكي القصة لي اسمه ربما لعدم وروده,,, ولكن على كلٍّ سأرمز له في القصة باسم أحمد ليسهل سرد القصة...

...
ارتحل أحمد من بلده مسافرا في سبيل الله لأجل كشف هذا الخداع أو لإثبات تلك الحقيقة...وبعد سفر متعب وعناء ومشقة وصل إلى ذلك الكوخ الصغير في الأرض المعزولة ...طرق الباب فخرج له شيخ كبير فحياه وأشار له بالدخول وبعدما دخل أحمد للمنزل قدم له الشيخ طعاما من باب الضيافة ولكنه كان مالحا جدا جدا ولم يرغب بأن يضايق الرجل ويرد طعامه ويخبره عن كثرة الملح في الطعام فليس هذا من أدب الضيف...وبعدما أنهى طعامه طلب الماء فأخبره الشيخ بأنه لا يوجد ماء في المنطقة المحيطة به ولا ماء لديه...فسلم أمره لله...وهكذا لم يستطع أن يغتسل بعد عناء السفر وخصوصا أنه لم يسافر على سيارة بل كانت الرحلة على قدميه...وهكذا دواليك:عند الوضوء ,عند العَشاء ,و,و,و, إلى آخره...
وبعدما صليا العشاء أخبره أحمد بالقصة وعن سبب مجيئه,فدعاه للنوم بغرفة مجاورة لغرفة نومه الصغيرة,وقال له:هذه هي الغرفة التي حدثوك عنها...أستودعك الله ...
بعدما ودعه, دخل الغرفة وكله ضمأ مما لاقى بهذه الرحلة ...

وفي الصباح:استقبله الشيخ في غرفته وقال له:هاه...هل حقيق ما حدثوك عنه؟...حدثني عما رأيته...كيف كان شكله ؟
رد أحمد بغيظ:والله ما رأيت النبي ولا خصلة من شعره ولا شيئا من جسده!...
قال له:إذن احك لي ما رأيته...
قال أحمد:رأيت أني جالس بروضة وحولي أنهار كثيرة وتتساقط مياه الشلالات من حولي وقد شارف المطر على الهطول...
قاطعه الشيخ:حسبك!...ما الذي يلخص كل ما رأيت؟!...أليس الماء؟!!!
قال:نعم!...
قال الشيخ:هي كذلك...لما كان شوقك للماء نابع من القلب وتشعر ناحيته بالحاجة كان جل اهتمامك في الحلم...ولو أننا نشتاق لرؤية الحبيب كشوقنا لنيلنا من الدنيا لحققنا ما أردناه ولبلغنا المنال...

---

ياللحكمة...صدق والله لو أننا اشتقنا للرسول حقا لاتبعناه ولو أننا اشتقنا لرؤيته بصدق لرأيناه...
ولكن أين نحن أصلا من تطبيق سنته؟!...وأين نحن من هديه الكريم؟!...
بل أين نحن من فرائض وواجبات الشريعة التي دفع لأجلها كل غال ونفيس؟! ... وما كان منا إلا أن تركناها وسميناها رجعية وتخلف...فيا أسفي ... كيف نلقاك يوم الحشر!!!...

اللهم اغفر لنا تقصيرنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا على الحق يا رب العالمين